رواية زينب كاملة للكاتبة منة فوزي

موقع أيام نيوز

الخۏف و تراجعت للداخل بعيدا عن النافذه شعر يوسف بتوترها المفاجيء وفرفع رأسه اليها و قال مالك يا بنت المروشة
قبل ان تجيبه طرق الباب تبادل معها نظرة و قد شعر ان هذا هو سبب ارتباكها وقام الي الباب و فتحه بينما تصاعد خۏفها للذروة..
القادم مين ياد المزة اللي عنك دي
ضحك جو و انت مالك.. انت عينك كده في كل حاجة.. ادخل
الشاب طبعا هدخل امال انا جاي ليه دانا لما لمحتها في الشباك جيت جري
و دخلا الاثنان بينما اطمأنت شهد قليلا ..يبدوا انه صديق
يوسف دي شهد .. هتعد هنا شوية.. حمادة صحبي يا شهد
نظر حمادة ليوسف غير مصدقا من امتي من امتي بتأعد حد عندك
ثم اقترب من شهد وقال بابتسامة واسعة و نظرة متفحصةانا حمادة زيروكس.. احسن واحد يضرب بطايق و كارنيهات ..شهد.. ده اسمك ولا وصفك
رجعت شهد خطوة للخلف ولم ترد اكتفت بابتسامة صفراء و هي تنقل نظرها بينه و بين يوسف وكانها تتيقن من انه غير مؤذي و يوسف يتابع ضاحكا ..
حمادة وهو ما زال يتظر لشهد اكلم جد ياواد يا جو.. شكلها مش قطعية زوزو ..اوعي تكون شاريها
يوسف ولا زوزو و لا شاريها.. دي ضيفة ..او بالاصح هربانة عندي.. و متسألش من مين عشان مش هقولك
حمادة بلهفة يعني ملهاش صاحب بذمة ابوك
واقترب من شهد محدثا اياها مقلتليش.. شهد ده اسمك
ولا طعمك
وفجأة دون سابق انذار ظهر السکين اياها في يد شهد مرة اخري و تراجعت محدثة حمادة بعصبية لا انا ممكن اقولك انا هربانة ليه..عشان غزيت واحد قليل الادب.. تحب اوريك ازاي
ذهل حمادة من موقفها المفاجيء بينما تدخل يوسف بسرعة ليقف حائلا بينهم خشية ان تتهور شهد وقال حمادة بيضحك معاكي يا شهد..سيبي ام البتاعة دي هتعوري بيها نفسك ونزع منها السکين والټفت لحمادة وقال اتأسف ياد.. و مسمعكش تهرز معاها تاني
فقال حمادة علي مضض متأسفين يا ست الجامدة.. مكناش نعرف انك حمقية كدة
وتوجه الي الباب وقبل ان يذهب قال بسرعة ضاحكا هنيالك يا عم جو المزة.. واغلق الباب خلفة وجري مبتعدا وهو يضحك..
اما يوسف فقال لشهد معاتبا عيب اللي بتعمليه ده.. انت كده بتغلطي فيا.. لم وانت معايا وجوة بيتي ذات نفسه عشان تحمي نفسك تبقي بتشتميني..حمادة ده صحبي واخويا الصغير.. هو بس مش راكز و بيحب الهزار.. وانا لو شاكك انه واطي ولا ندل مكنتش دخلته هنا من اساسه وانتي موجودة.. لو ناوية تكملي قعاد هنا يبقي تعرفي الراجل اللي انتي قاعدة معاه.. عموما الغلط مش عليكي.. انت بس يظهر اللي مقابلتيش رجالة جدعان في حياتك
صمتت لقد اعجزها عن الكلام او حتي التفكير المنطقي مرة اخري.. ما عساه ان يكون من اين يأتي بتلك القدرة علي احراجها امام نفسها كيف يكون بتلك الشهامة و تلك الشراسة في ان واحد
لم ينتظر منها اجابة بل عاد الي الطاولة و ارتشف رشفة من الشاي ث
نظرت الي الجينز المهتريء الممزق الذي ترتديه وقالت غاضبة أوعاك تتريق عليا.. معلش اصلي مبشتغلش جارد و مبتغداش كباب.. بكرة تشوف الشياكة لما يبقي معايا فلوس
ابتسم وقال مش بتريق .. انتي ليه ظنونك كلها مهببة كده! انا بقول فتحات التهوية اللي مبينة رجليكي دي ان الاوان انها تتسد
وكانت تلك الاجابة صدمة اقوي مما تحتمل اعصابها
اقتربت منه و سألت وهي علي وشك الجنون انت بتعمل معايا كده ليه!!
جو متعجبا من انفاعلها انا كلمتك يا بت! دانا بقولك حاجة لمصلحتك.. رجليكي باينة وهتشتغلي في مكان بيجيه اوساخ وكلاب كتير.. غلطان عشان بقولك غطيها!!
فقالت بعصبية
ايوة وانت يهمك ايه باينة و لا اوساخ وكلاب.. انت يفرق معاك في ايه مصلحتك ايه متجننيش وتقولي ولا حاجة... ايه ملاك من السما
ضحك بشدة وقال مدهوشا انت اكيد مقابلتيش رجالة بجد في حايتك! مسمهاش ملاك يا غشيمة اسمها راجل!
وضحك مرة اخري وقام ليدخل الي الحمام تراكا اياها مصډومة وكأن احدهم اخبرها للتو ان الارض كروية بعد ان اعتقدت طويلا كل الاعتقاد انها مسطحة.
الفصل الثالث.
يستطيع دفع الحساب.. انه صالة واسعة مليئة بالطاولات تدوي به الموسيقي المزعجة من سماعات كبيرة حقېرة الصنع.. وعلي بوابتة تضوي انوارا ملونة تعمي الانظار.. يقف عطا علي الباب و بجواره بابين اخرين هما حراس المكان..عطا هو رجل في الخمسينات ..باسنان قڈرة تضفي علي ابتسامته اللزجة لزوجة شعر ناحل من الامام وملامح خط فيها كفاحه من القاع قصص و رويات ان دققت لتمكنت من قراءه حروف الزمن محفورة عليها.. نظرات ڼارية متحفذة تراقب ما حولها في دهاء وسيطرة..
عندما رأي يوسف مقبلا عليه مع شهد تهللت اساريره وصاح جو حبيب قلبي.. اهلا اتفضل وصاح لشخص بالداخل اجمد واحلي ترابيزة يا واد لجو باشا وضيوفه
وقف يوسف امامه وقال مبتمسا لا يا عطا انا جاي طالب خدمة خلي السهر بعدين.. ممكن نكلم جوة
تبدلت ملامح عطا للجدية و قال اتفضل يا حبيبي..اتفضل اهلا ... اهلا.. ومد يده داعيا اياه ليتقدمه
وما ان وطأت المكان حتي انبهرت شهد.. انه يبدو من الخارج اصغر كثيرا.. انه فيسيح بسقف عال مليء بالزبائن التي بدا عليها انهم ذو شأن معظمهم يتبعهم حراسهم.. كما ان الفتيات الاتي يعملن مظهرهن جيد يبدوا انهن يتقاضين اجرا مريحا و ما ابهرها اكثر هو الفتيات الاتي يتناثرن في اركان كل واحدة تقف في ركن علي ما يشبه المسرح الصغير جدا و العالي ايضا مما يجعل الناس تنظر لاعلي لتراهن يتراقصن مع الموسيقي يبدوا انهم فرقة حيث ان ملابسهم متقاربة و يؤدون حركات معا في نفس الوقت منفردين احيانا كل في ركنها.. وما زاد انبهارها ان شخصا قام من طاولته و مر علي واحدة واحدة ملقيا لكل واحدة منهن حفنة من النقود.. اكانت تلك نقطة! لم تنادي باسمه اي منهم في ميكرفون مثلا و لم يحي جماهير كما هي العادة مع من يقوم بالقاء النقطة والراقصات..كما انهن لا يرتين بدلات رقص.. ثم انهن اخذن النقود بأيديهن بدي لها ذلك الامر غريبا فالمعتاد ان النقود المنثورة علي الراقصات يلملمها شخص من ادراة المكان ليتم تقسيمها بين الراقصات و المحل تري ماذا يكن لم تفهم دورهن في المكان..
وقفت تتابعهن في انبهار وهن يضعن النقود في جيوبهن بينما تحدث يوسف وعطا..
يوسف انا عايز اشغل
البت دي هنا..اصل ابوها راجل له افضال عليا ووصاني عليها قبل ما ېموت.. عايزها تشتغل هنا عشان تبقي تحت عنيا..
تفحصها عطا ثم وجه اليها حديثه اسمك ايه يا حلوة
شهد بتوجس اسمي شهد..
عطا انتي يجي منك جدا .. تحبي تطلعي مع البنات الحلوين اللي زيك دول واشار الي الفتيات في اركان المكان
فقال يوسف بسرعة محذرا لأ! تعمل اي حاجة غير انها تطلع معاهم!
اما شهد ابتسمت بانبهار و وقالت همة دول فرقة رقاصات
عطا ضاحكا علي سؤالها لا دول بنات عادية ولا رقصات ولا حاجة.. بيطلعو كده يعملو حركات مع المزيكا عشان الناس تسخن علي الرقص فترقص وتنبسط امال احنا الناس بتجيلنا ليه عشان بياكلوا و يشربوا و يسمعوا مزيكا ويرقصوا..زي الديسكو كده..بس ديسكو بلدي وضحك في لزوجة ثم عاد وقال ها تحبي تطلعي معاهم
فأومأت شهد برأسها في لهفة..
يوسف حل عن دماغها يا عطا.. شهد مش هتطلع! بينما نظرت شهد ليوسف باستنكار
عطا باحباط خلاص بأة مفيش غير النضافة.. البت اللي عندي محتاجة حد معاها..
شهد برفض شديد نضافة لأ.. انا ممسحش ولا اسيق ابدا! انا عايزة اطلع ارقص
عطا اصل انا معنديش مكان في حتة تاينة.. اللي بيقدموا الطلبات عندي بزيادة و خاربين بيتي بيوميتهم ثم عاد ليوسف وقال وبعدين يومية النضافة متجيش ربع يومية البنات دول ..ده غير البقشيش..اديكوا شايفين اهه.. مادام هي راضية تطلع معاهم انت زعلان ليه..متسيبها.. ماهي زوزو بتطلع يوم اه و يوم لأ..مالها يعني
امسك يوسف شهد من مرفقها واشار بها الي عطا دي منظر زوزو! متبص خلي عندك نظر!
عطا بلزوجة دي هتبقي اجمد من زوزو.. سيبهالي انت بس..
لم تفهم شهد سر تمسك يوسف بعدم عملها مع تلك الفتيات ايه قطع الارزاق ده!!.. فهي لا مانع لديها في ان تتراقص معهن وتكسب نقودا مثل التي رأتها الان .. هي قد تفعل اي شيء الان مقابل النقود طالما ان الامر بعيدا عن التنازل مبدأها الوحيد وهو الشرف! كما انها في اشد الحاجة الي تلك النقود ثم ان الرقص افضل بكثير من المسح و التنظيف.. كانت ترغب في ان تقول له وانت مالك الا انها تذكرت افضاله عليها و انه هو من اتي بها هنا لتعمل دون ان يأخذ مقابل..
يوسف موجها كلامه الي شهد ويلمح لأمر ما ضاغطا علي كلمات معينة شهد عايزة تطلعي وكل الناس تشوفك اللي من هنا واللي من هناك ولا تنضفي جوا في المطبخ من غير ما حد يشوفك فكري كده..فكري شوية!...
ادركت ما يرمي اليه علي الفور ..كم هي حقا غبية ! فقالت بأسي طب
خلاص يا عم عطا خليني انضف احسن
وعادت لتنظر الي الفتيات الاتي يتمايلن في خفة وقالت بحسرة وهي تلمح مبلغ اخر يتناثر عليهن بس اصلي كان نفسي...
جذبها يوسف من ذراعها قبل ان تكمل و قال لعطا شكرا يا عطا باشا من بكرة شهد هتكون عندك... يلا يا بت
ودفعها امامه برفق..
سارت بجانبه سارحة و حزينة علي الوظيفة المقرفة التي حصلت عليها للتو وتلك الرائعة التي خسرتها..اما هو فقد كان يفكر في ان السبب الحقيقي وراء عدم موافقته علي عمل شهد مع الفتيات الراقصات لم يكن بسبب تخوفه ان يراها احدا فيصل خبر و جودها هنا الي عدوي او مرعي.. فهو كفيل بحمايتها حتي وان اضطر ان يواجه عدوي نفسه مثل الايام الخوالي.. بل ربما لو تازم الامر سيدفع للمعلم مرعي ضعف ما دفعه عدوي ليشتريها ويضمن ابتعاد عدوي تماما.. لم تكن حقا تلك مشكلته ..كان ېكذب حين جعلها تظن هذا.. لكن الحقيقة هو انه يخشي عليها وعلي مستقبله المهني في ذات الوقت من عواقب عملها مع الراقصات ..
ان تواجده هناك عند عطا مكثف نظرا لطبيعة عمله مع الخواجة المتواجد بشكل دائم هناك لذا هو تعمد ان يجعلها تعمل هناك ليضمن انها تحت عينه.. ولكن فتاة جميلة مثلها بقوام مثل قوامها ستجذب الكثير من الاوغاد اليها ان صعدت لترقص مثلهن.. كثيرا ما يحدث ان يري بعينه تطاولات سخيفة علي تلك الفتيات وهو يشفق عليها من التعرض لذلك.. في الواقع معظمهن لا يبالين مثل زوزو فهي ان حدث ان ضايقها احد تشيرلاحد فتوات المكان ليأتي و يتعامل مع الزبون ثم تعود لمكانها وكان شيئا لم يكن.. بينما فتاة شرسة لا حدود لجرأتها الغبية مثل شهد سيكون رد فعلها مشكلة كبيرة علي الجميع.. وهنا يأتي ټهديد مكانته وسمعته كافضل جارد..هو يعرف نفسه احساسه بالمسؤليه تجاهها سيفقده التركيز في عمله ان تواجد وهي ترقص.. مؤكد سوف يتابعها خشية عليها.. وربما تدخل لابعاد احد عن مضايقاتها.. وما سيكون رد فعل الخواجة وقتها حين يراه سارحا في شيء غير عمله او تاركا موقعه لاجلها!! ماذا ان اهمل مراقبة ما يفترض به مراقبته و راقبها هي فحدث ما مكروه للخواجة بسبب اهماله!!
لذا اثر ان
يلقي بها في مجاهل الصالة حيث التنظيف والاعمال القڈرة لكي يبعدها عن الناس القڈرة..
هو يعلم انها حزينة لفقدها تلك الوظيفة.. انها ساذجة.. لقد انبهرت من رؤية النقود التي ينثرها الرجال..هل ظنت انها نقود صدقة او نقطة كما في الافراح بلا مقابل معظم الذين يلقون حفنات النقود هدفهم التأثير وابهار تلك الفتيات لربما وغالبا ما يحدث التقطت الطعم احداهن.. و حتي ان كان بعد حين..
كان يجب ان يفعل اي شي ليجعلها تتخلي عن فكرة العمل مع الراقصات لذلك اقنعها كڈبا بفكرة خشيته ان يراها عدوي او من قد يخبره. انها ليست المرة الاولي التي يفعل فيها ذلك.. لقد كڈب من قبل حين اخبرها ان الريس عبود في رحلة عمل.. لقد خشي ان يرسلها الريس عبود الي عدوي او المعلم مرعي ان قابلته و اخبرته عن حكايتها.. لذا جعلها تظن انه غير موجود حتي يفكر فيما يمكن عمله معها..
لقد كان يخدعها خدعة تلو الاخري.. ولكنه اراح ضميره بأنه يحميها و ان ذلك لمصلحتها..فهي غبية متهورة وتفكيرها محدود.
عندما عادا للبيت اغتسل و اخبرها انه سيخرج الان لأن لديه عمل ما سيغيب معظم الليل.
شهد بقلق هعد هنا لوحدي
يوسف يا بت مټخافيش انا بيتي اأمن بيت في المنطقة..
صمتت في قلق..
شعر بانها لا تزال قلقة واراد ان يريحها فقال تحبي اجيب الواد حمادة يعد معاكي لحد مرجع
شهد حمادة مين العيل السيس ده! علي اساس انه هيحميني يعني!! حمادة ده انا اسيق بيه البلاط هو و عشرة زيه.. ده غير انه واد ساڤل و لو سبته معايا هترجع تلاقيني مخرمة عنيه !
ابتسم يوسف وقال طب لما انت جامد كده يا عم خاېف تعد لوحدك ليه
ثم خرج قائلا سلام.. ريحي بقي عشان تروحي الشغل بكره فايقة ورحل
كادت ان تناديه وتطلب منه ان يبقي معها ولكنها منعت نفسها. قامت باغلاق الباب بالكرسي و امسكت بالسکين بقوة واستلقت بقرب الباب حاولت ان تنام الا ان القلق منعها .
وصل يوسف لبيت الخواجة ليجد سعد السائق الخاص بالخواجة ېدخن سېجارة بجانب السيارة اثناء انتظاره حياه ووقف معه يتحدثان بينما هم في الانتظار. بالفعل خرج لهم الخواجة فتوجه اليه سعد مسرعا حمل عنه حقيبة صغيرة و سبقه لفتح باب السيارة بينما كان يوسف يقوم بعمله المعتاد مراقبة المكان حوله و بعد ان ركب الخواجة في الخلف ركب يوسف في الامام بجوار السائق.. كان الخواجة رجل اشقر ذوعينين زرقاوين باردتين يقال عنه ان امه كانت روسية وورث منها ذلك المظهر الاشقر الحاد الملامح..و كان مظهره سبب في تسميته باسمه. اما عن
طباعه فكانت لا تختلف كثيرا عن مظهره القاسې البارد.. نادرا ما يظهر اي انفعال علي وجهه تصرفاته تنم عن دهائه وذكاءه وقوة
تم نسخ الرابط