رواية زينب كاملة للكاتبة منة فوزي
المحتويات
معايا.. نتعشي سوي.. كده يعني و غمز بعنيه
جو باقتضاب اهي عندك.. انا مش مسؤول عنها.. واشار بيده اليها في لا مبلاة
الرجل باحباط طيب ..نفسي بس مضربش لخمة..اصل انا قدام البنات الحلوة بقلب بطة بلدي
وذهب مبتعدا.. وقف جو عاقدا حاجبيه في انفعال ..وعاقدا ذراعيه امامه .. ها
قد بدأنا.. لقد وصل الامر الي انهم صارو يطلبونها منه.. ثم اي رد هذا هل قال حقا ذلك اهي عندك !! وفجأة اسرع جو خلف الرجل و سحبه من ياقته و قال محذرا ورحمة ابويا لو رحت كلمتها لكون دافنك هنا
دفعه جو وعاد الي مكانه بقرب الخواجة تاركا ايه يضرب اخماس في اسداس.. مبروك يا جو لقد حولتك شهد الي مختل رسمي..
رحل الخ واجة و معه جو و الرجال قبل ان تنتهي الراقصات.. برغم محاولات جو الرهيبة في التركيز مع الخواجة الا ان وجود شهد في الصالة ترقص و بمظهرها هذا في عدم و جوده كان امرا لا يترك ذهنه لحظة..
ابتسمت لشهد في تشف و قالت ده جو..
ثم ردت بابتسامة واسعة ايوة يا جو ايوة روحت... ملحقناش نعد انهاردة انت مشيت بدري.. ايه كنت عايز حاجة وحشتك مثلا والقت نظرة كيد الي شهد..
ثم عادت تكمل ردا علي ما قاله وانت كمان يا روحي... ايوة بقولك خلاص في البيت.. ثم انقلب وجهها و هي تقول ايوة انا و شهد.. ايوة معايا... ممم... اطمنت عليك العافية يا خويا متقلقش علينا! تصبح علي خير
شهد و هي تستدير لتنام ربنا يخليكوا لبعض.. كانت هي الاخري حانقة من مكالمة جو لزوزو.. الهذه الدرجة هو مهتم بزوزو لدرجة ان يتصل ليطمئن ان كانت وصلت بامان!
في اليوم التالي عندما ذهبت شهد للمحل وما ان دخلت المطبخ حتي وجدت سمر بدون اي تبرير تسحبها من يدها في سرعة الي الباب وواربته لتسمح بالرؤية وهي تشير في عصبية الي مندو الذي وقف في الصالة يحدث عطا بينما الاجزاء السفلية من وجهه قد كساها لون احمر مالوف ونفس اللون يلطخ احدي يديه
وعادت سمر لتسحبها للداخل وقالت ابن الح رام ية!!! امبارح كان القبض.. ده هو اللي مقبضني بايده .. انا
سمر انت صحيح محكتيش امبارح كان مالك
حكت لها شهد ما حدث تفصيليا وبرغم من انها اثناء الحديث ابدت ضيقها الا ان سمر كانت تسمع بسعادة وحماس وقالت بعد ان سمعت الي النهاية وانت يا هبلة مضايقة امال زوزو بقي تعمل ايه تروح ټنتحر!
شهد يسلام ماهو في الاخر كلمها يطمن عليها
سمريا بت متصدمنيش فيكي دانا بقول عليكي نبيهة.. بقي هو كان مكلم يطمن
علي زوزو برضه!!
قلبت شهد شفت ها السفلية و اشاحت وجهها وكانها لا تهتم
فقالت سمر لا دانت بجد طلعتي مبتفهميش حاجة.. امال بس عاملالي فيها صايعة .. بقي جو هيكلم يطمن علي زوزو.. علي اساس انه بيقلق عليها قوي.. وانه كل يوم كان بيستناها يروحها.. وانه بيتعصب لما تطلع ترقص.. اه ه ه ده حتي راح اداها كلمتين في جنباها من غيظه
عادت شهد تنظر اليها و قد فهمت التلميح الساخر وقالت يعني هو كان بيكلمها هي يسأل عليا انا كانت قالت .. او كان حتي هيبان عليها انها اتفرست..
سمر لا دانت طلعتي مش بس مبتفهميش كمان ساذجة.. انا هضيع وقتي معاكي افهمك!.. امشي اتكلي علي الله انا وريا شغل .. امشي.. انا ناقصاكي مش كفاية عليا ابن الحرامية ..امشي
ودفعتها دفع حتي انصرفت شهد ضاحكة من انفعالها المبالغ فيه.
القت نظرة علي مندو ثم تحسست جيبها حيث ترقد مطواتها الجديدة.. لنري ماذا نفعل معك يا ندل.. وبعد ان انهي حديثه مع عطا استدار ليجدها تطيل النظر اليه اصابه التوتر و الحرج ووضع كفه علي ذقنه في موضع الصبغة الحمراء.. توجهت شهد اليه و اقتربت منه قالئلة ايه الحلاوة دي يا واد مندو..الاحمر هياكل من وشك حتة..
فقال مندو محاولا ان
يبدوا ثابتا و علي طبيعته الجافة لا خفيفة اوي با بت.. دي علبة دوكو ادلقت عليا..
شهد متصنعة الدهشة يا خبر!! ولا عرفتش تمسحها.. لا تعالا معايا امسحهالك.. وو جذبته من يده في اتجاه باب المطبخ..
فاوقفها قائلا لا اصل حاولت كتير امبارح فوشي بيحرقني.. خليها تروح مع الوقت
شهديحرقك ايه يا واد متسترجل بأة.. عموما متخافش انا معايا في الحمام حاجة هتريحك خالص..
ما ان ادرك انها تقصد الحمام و ليس المطبخ حيث توجد سمر ترك نفسه لتجره شهد الي الحمام..
و ما دخلا معا حمام السيدات مارين باب المطبخ.. حتي وقف هو يتأمل وجهه في المراة بينما اخرجت شهد من حقيبتها زجاجة عطر.. و بسرعة اخرجت المطواة وقالت بشراسة محذرة ابعد عن الباب!!
فوجيء مندو و ابتعد عن الباب ممتثلا في ذهول .. قامت هي باغلاق الباب بالقفل..
لوحت بالزجاجة و قالت انا مش قلتلك .. لو زعلت سمر تاني هشوه وشك بمية ڼار! بتسرق زميلتك يا ندل!! مش كنت عايز تنضف وشك.. تعالالي.. انا هنضفهولك! وقامت بفتح الزجاجة..
فصړخ مندو كالفتيات و هم بالتوجه للباب.. فصاحت شهد اثبت .. بدل ما ثبتك بدي مشيرة الي المطواة في يدها..
حاول شخصا من الخارج فتح الباب فاشارت شهد بالمطواة لمندو ان يخرس.. حاول الشخص عدة مرات ثم يأس..
وقف مندو في ركن الحمام المتوسط الحجم يرتجف.. فقالت شهد محذرة وهي تقترب منه الفلوس ياد.. فين فلوس سمر!
مندو متسائلا في ذعر هتشوهي و شي برضه بعد ما اقلك
شهد هفكر.. اخلص ياد.. متعصبنيش .. انا لما بتعصب ايدي بتترعش.. و قامت بتحريك الزجاجة الصغيرة في يدها بصورة عشوائية. فصړخ مندو محاولا تفادي اي نقطة قد تسقط منها.
عندما وصل جو و جد مرة اخري تلك الفتاة سمر تناديه فتوجه اليها ماذا لديها من مصېبة هذه المرة..
ما ان اقترب حتي قالت بصوت مذعور مشيرة الي الحمام كويس اني لقيتك.. تلحق شهد احسن انا لسة سامعة صړيخ
اكملت و جو متجها الي الحمام معها دون كلام اصلي شفتها ساحبة مندو علي جوة و شكله اذاها ابن المؤذية
وقف جو لحظة و استدار اليها وسأل ساحباة ازاي يعني..!! ما وصل الي فهمه جعله يتردد في فتح الباب قبل ان يستمع لكلام الفتاة المعتوهة..
سمر اصله سرقني و شهد كانت عايزة تجبلي حقي.. بس من ساعة ما سمعت الصړيخ .. حاولت افتح الباب لقيته مسكوك.. انت وقفت ليه اكسر الباب!..
و بالفعل
قام جو بمحاولة فتح الباب ليجده مسكوكا.. فصاح افتح يا مندو!
فلم يأته اي رد فعل.. فنظر الي سمر و قال انتي متأكده من كلامك.. انا هكسر الباب!.. ده باب الحمام الحريمي!.. انتي مستوعبة!
فقالت سمر شهد و مندو جوة انا شايفاهم.. اكسر ليكون عمل فيها حاجة
و بالفعل قام بدفع الباب بكتفه مرة فالثانية فانفتح الباب ليجد مندو مثبتا في ركن الحمام وبيده بعض النقود و شهد تقف امامه بيديها المطواة و الزجاجة..ما ان رأه مندو حتي صاح مستنجدا الحقني يا جو دي معاها مية ڼار!.
لم يعرف جو ان كان يقيم هذا كمشهد ضاحك ام مشهد مؤسف.. ود لو يقوم بصفع شهد و سمر صفعتين لاصابته بهذا التوتر..
قال جو لشهد متعجبا مستنكرا ايه بلطجي صغير! ارحمي نفسك! هاتي الازازة اللي معاكي دي بدل ما تئذي حد
نزعت شهد من يد مندو النقود واعادت المطواة الي جيبها ثم توجهت لسمر و سلمتها النقود.. وقالت خدي يا روحي.. عدي فلوسك.. ثم قالت لها ببرود و هي تنظر الي مندو.. مش عايزة كلونيا.. دي مستوردة يا بت.. ثم و ضعت قليلا من الزجاجة علي يدها و مسحت به علي رقبتها ثم رقبة سمر و هي تنظر ببرود لمندو الذي كان مازال تحت تأثير الذعر.. حتي انه امسك بذراع جو دون وعي.. فنظر اليه جو باحتقار و قال هي دي مية الڼار اللي كنت خاېف منها.. اوعي كده.. جاتكو القرف كلكوا
وخرج تاركا ثلاثتهم ... اثنتان منهم غارقتان في نوبة من الضحك.. و الثالث مصاپ بالذعر الذي بدأ يتحول لڠضب بعد ان ادرك ما فعلته به شهد للتو.. و ما اشعل غضبه هو ضحكهما عليه.. وفاجأة انقض علي شهد كان مباغتا و مخالف لكل التوقعات.. لذا لم يتسني لشهد حتي ان تدير راسها.. دفعها نحو الحائط بغل بينما هي ټقاومه في شراسه و سمر بدورها تهاجمه من الخلف.. كان مندوا يجز علي اسنانه و ممسكا برقبة شهد محاولا الضغط عليها تارة او يكيل اليها صڤعة طائشة تارة اخري.. كان غاضبا بحق..
صار صوت جلبتهم عالية مما اعاد جو مرة اخري و دفع البعض من من كانوا في الصالة بالقاء نظرة..
عندما رأي جو منظر مندو ممسكا بشهد انتابته الرغبة في قټله و هو قادرا علي ذلك الا انه تمالك نفسه و صاح فيه شيل ايدك يا مندو! الټفت اليه مندو قبل
ان يترك شهد فقد افاقته الصيحة من نوبه الڠضب و ادرك تماما موقفه و انه ليس في مقدوره الدخول في معركة مع يوسف.. لذا تركها و دخل المطبخ غاضبا و قد سمعوا صوت ټحطم شيئا ما في الداخل.. لعله كسر صحنا..
اتي عطا مسرعا و قد امر برفع صوت الموسيقي الصاخبة و صعود الفتيات و بالفعل نجح في تشتيت ذهن رواد الصالة عن ما يحدث بالداخل قرب المطبخ.. ثم اتي اليهم قائلا جري ايه بتهببوا ايه و اشار الي سمر انتي مش في المطبخ ليه
و الي شهد وانتي مش بتجهزي ليه خلاص هتطلعي دلوقتي!
خرج مندو من المطبخ عندما سمع صوت عمه و قال يرضريك يا ريس البت شهد تثبتني بمطوة في الحمام!
كادت شهد ان تنقض عليه لولا ان جو امسك بها فقالت كمان بتشتكي يا حرامي يا بو عين بجحة!!
نظر اليها جو نظرة طب قولي كلام غير ده
ولكنها استمرت في الشجار قائلة بانفعال يظهر الجرعة في الحمام كانت قليلة .. تعالي انا هوريك يا ندل يا بجح!
استدار لها يوسف فجأة و صاح بها اسكتي بقي ! ولا كلمة.. لما ابقي واقف بقك ميتفتحش!
وما ادي لعجب الجميع انها صمتت و كأن شخصا نزع منها الفيشة..
فقال عطا في ايه يا جو
اطلق جو يده لتقتنص ياقة مندو و تأتي به ليواجهه و قال لعطا مشيرا بوجهه لمندو بنبرة محذرة غاضبة الواد ده لو ايده اتمد تاني علي شهد ..هكون مريحك منه! انا مسكت نفسي عنه المرة دي.. قال جملته الاخيرة و هو يهز مندو من الياقة في عصبية..
وقفت شهد فاغرة فاها.. تنظر لجو .. كان لا يصدق.. لقد خرج الجميع من الكادر وبدا هو وحده وسيما قويا بتلك العروق النافرة في رقبته العريضة والتي تشير الي اي مدي هو عصبي.. عصبي من اجلها.. غاضبا متوعدا..علي وشك الفتك بمن سولت له نفسه ان يضايقها.. احست برغبة عارمة في ان تتعلق بذراعه القوية المفتولة .. وان تلقي كل همومها اليه لكي يفعل بها ما يفعل الان بمندو.. لربما سمعت في حياتها عن اصحاب الشهامة و لكنها لم تقابلهم الا نادرا و لكنها لم تسمع ابدا عن شيء كهذا.. شيء يصف ما تراه في يوسف.. انها تخشاه و لكنه مصدرا للحماية.. عڼيف و عصبي.. و لكن نظراته الحنونة تخبرها ان الدنيا بخير..لم تعهد ان يهتم احدا بها
مثله فاهتمامه بها كفتاة ولكن ليس كأنثي.. نعم ليس كانثي ..اهذا شيء جيد! تداخل فجأة الاخرين و عادوا للكادر مع جو و قد صاح عطا حائرا
فهموني بس.. مين ضړب مين
فقامت سمر بقص ما حدث لعطا..
فما كان من عطا ان صفع ابن اخيه علي كتفه عدة صڤعات مؤنبا بعبارات واطي زي امك فاضحني دايما عمرك ما هتسترجل ثم اطمأن من سمر مش رجعلك حقك !
ولما اجابت بنعم نهرها للعودة للعمل هي و مندو بعد ان حذرهم من فتح الموضوع مرة اخري..
وكذلك لشهديلا شهد اطلعي .. ده اكل عيش.. وحقك عليا ...بس انتي برضه استقويتي عليه قوي و هو مهما كان راجل وانتي بنت.. كرمته نقحت عليه كتمت شهد ضحكة ساخرة عندما قال عطا علي مندوراجل و اومأت برأسها في امتثال فتركهما عطا و عاد للصالة
فقال لها جو مش غريبة شوية انك بتتخانقي مع مندو و تقوليلوا يا حرامي.. ده حتي ابن كارك
شهد مستنكرة فشړ! كاري ده ايه هو انا بسرق بنات شقيانين ! لأ و ايه زمايلي كمان.. ده ندل و خسيس
جو لأ شريفة اوي!
شهد اسم الله علي شيخ المنصر اللي انت بتحرسه .. بقولك ايه لا تعايرني و لا اعايرك.. انا قفشت علي مندو علشان الجدعنة مش السړقة وحق البت الغلبانة! انما انا وانت جدعان منتقارنش بالعالم دي
جو انا وانتا في جملة و احدة وكدة!
متابعة القراءة