رواية زينب كاملة للكاتبة منة فوزي

موقع أيام نيوز

مجبتش بيض.. انا جايبة فول و طعمية..اهم واشارت اليهم..
شهد و هي تنظر لجو بغيظ انا اللي عاملة البيض...
جو متعمدا ان يبدي عدم اهتمام اي حاجة.. تسلم ايد اللي عمله وخلاص
زوزو مفيش اخبار عن اللي اسمه عدوي ده..
جوايه السيرة دي عالصبح..احنا بناكل!
شهد ولا عايزين نعرف اخباره..خلاص مبقاش له عندي حاجة..
زوزو ازي بقي مش عايزة تعرفي اخباره.. مش تعرفي فاق و لا حصله ايه عشان تتقي شره ..وهو هيسكت!
رأي جو علامات التفكير و التوتر علي وجه شهد ..فقال لزوزو ببرود ضاغطا علي حروفه بحزم اعلي ما في خيله يركبه!
واكمل بازدراء ثم انتي جاية تقرفيني بالسيرة دي.. متشوفيلنا حاجة تستاهل نكلم عليها
سألت شهد في خفوت واعين زائغة هو انت تعرفي عنه حاجة يا زوزو
ضړب جو بيده علي المائدة مما جعل كلتاهما تنتفض و قال قلت غيروا السيرة دي!
فربتت زوزو علي صدره في استسماح وقالت خلاص متزعلش نفسك.. عدوي ايه ده الي يقل مزاجك..كل يا خويا.. مش هنكلم عليه تاني ونظرت لشهد قائلة و هي تزغر لها خلاص يا شهد قفلي السيرة دي كانت شهد تدرك من نظرات زوزو المقصودة انها تعني قفلي السيرة دلوقتي و هقولك بعدين
توقفت شهد عن الاكل و سرحت في تخيلات عن رد فعل عدوي ان عاد.. وما سيكون انتقامه و تذكرت الكاب وس الذي قتل فيه جو بين يديها..
فقال جو امرا كلي يا شهد!
دست شهد قطعة خبز في فمها امتثالا ومضغتها ببطء..
كان جو حانقا من تصرف زوزو الغير غريب عنها.. بات واضحا انها اتت اليوم لتضايق شهد وان غلفت ادائها بغلاف الاهتمام و الصداقة..
زوزو انتي يا بت يا شهد مش هتنزلي الشغل تاني خلاص
شهد بعد القت نظرة جانبية لجو يملؤها اللوم و الغيظنفسي!
رفع جو رأسه الي الاعلي في نفاذ صبرده ايه الفطورة المهببة دي.. بت يا زوزو انت جاية عالصبح عايزة مني ايه
زوزو مندهشة يوة! زعلان ليه تاني.. دانا حتي بكلم شهد و مجبتش سيرتك.. انا بطمن علي البنية واحوالها
ثم وجهت جديثها لشهد طب لما نفسك.. ما ترجعي
شهد وقد قررت المحلسة لجو اما جو يقول.. الكلمة له
اما جو
زوزو لشهد متعمليلنا شاي يا شوشو.. محتاجين نحبس
بمجرد ان ادرات شهد ظهرها وابتعدت حتي التفتت زوزو وقالت بعيون هائمة ايه انت مخاصمني
جو ببرود ربنا ما يجيب خصام
وضعت زوزو يدها علي ساعده الممدود علي المائدة قائلة بدلال امال مالك مبقتش تسأل معدتش بوحشك
جوانا موجود طول الوقت عند عطا زي مانا..انتي الي مبتظهريش..
زوزو عطا ايه انا نفسي مرة تيجي تسهر معايا
جو انتي عارفة يا زوزو مليش في شلتك و لا بحب سهراتكوا
زوزو يولعوا كلهم... اعملك سهرة خصوصي لوحدك .. انت بس تعالي
كانت زوزو قد قربت وجهها بشدة من جو التصقت بكتفه..
فوجئا بشهد تضع صنية الشاي پعنف علي المائدة لدرجة ان بعض الشاي تناثر علي الصنية و المائدة..
شعر جو بسخونة قطرات الشاي علي يديه فصاح بشهد براحة يا بت..حړقتي ايدي
اما زوزو فقد اجفلت ثم قالتايه يا شهد.. حد يحط الصنية كده.. كانت مدركة ان ذلك هو رد فعل شهد علي المشهد ال غرامي بينها و بين جو..
فراحت تتحسس ساعد جو و هي تقول بمياعة مستفزة حرام عليكي اديه
وجد جو نفسه يسحب يديه من زوزو ..وهو ينظر لشهد بارتباك.. قائلا لا بسيطة.. بسيطة
هل حقا خشي من استيائها لقد فاجأء نفسه بهذا التصرف التلقائي..
اما شهد فقد منعت نفسها من سكب كوب الشاي المغلي علي رأسيهما. و لكنها لاحظت تراجع من جو.. وقد ارضاها الامر قليلا..
جلست معهما و قالت متصنعة المزاحانتي ايه كنتي بتوزعيني.. حبكت معاكي يعني.. ماهو عندك طول الوقت.. عايزة يعني تفهيني انك مش عارفة تتلايمي عليه و انك جاية تزنقيه هنا.. عشان هنا ملوش مهرب!بلاش بكش يا زوزو..
كانت تتعمد سرد الواقع المؤلم بالنسبة لزوزو في صورة سؤال مستنكر..
زوزولا وانتي الصادقة مبنشبعش من بعض
نظر اليها جومندهشا وكأنه يقول مين دول
فقالت شهد عموما انا مش عايزة ابقي عزول.. يا ريت اقد اخرج واسيبلكوا المكان بس جو مش راضي يخليني اخرج..
زوزو حابسك ليه يا جو..
متسيب البت تفك عن نفسها
جومنك ليها.. بقولكوا ايه.. حلوا عن نفوخي.. انت يا زوزو مش وراكي اي حاجةيلا لا تتأخري..
ابتسمت شهد في شماتة
فقد وجهت الحوار تماما الي حيث تريد و حصلت علي النتيجة المطلوبة.. نفذ صبر جو وشبه طرد زوزو بالذوق..
زوزو بهيام عسل وانت متعصب.. حاضر همشي.. بس زي ما اتفقنا مستنياك عندي في سهرة خصوصي عشان عيونك
احست شهد بحرارة دمائها..كانت تغلي..
اما جو فقد ربت علي كتف زوزو هو يوصلها للباب قائلا اتكلي علي الله انتي بس..و نبقي نشوف
خرجت زوزو فاستدار جو ليجد شهد تبدوا غاضبة وللمرة الثانية ارتبك وقال وكأنه غارقا في الاندهاش مفسرا دون ان يطلب منهسهرة ايه الل بتكلم عنها دي انا فاضي!!
لم ترد شهد بل حملت صنية الشاي وتوجهت بها للحوض وشبه قذفت بها لتسقط داخله مصدرة صوت عالي..
اثر يوسف الصمت.. كان لديه شعوراغامضا .. لم يدر ان كانت سعادة لڠضبها ام هي رهبة منه.. هل حقا يشعر بالرهبة منها.. تلك الفتاة الضعيفة التي تخشاه !
اثر ايا الابتعاد عنها الان وقرر فعل شيئا مفيدا امسك هاتفه ومر علي قائمة الاسماء فيه.. لوهلة بدا انه مشغول و لكن الواقع انه كان يتابع شهد خلسة..كانت حانقة تغسل بعض الصحون..
قطع الصمت قائلاتحبي تشتغلي في مركز تجميل
التفتت اليه شهد و ضيقت عينيها مستفهمة وقالتمركز تجميل! كاوافير كبير يعني..
جو ايوة يا فلاحة..
شهد معلش اصلي مبعرفش خواجات زيك.. المهم.. قصدك مع زوزو
جو لأ.. و طلعي زوزو من دماغك شوية
شهدامال فين
جو واحدة معرفة فاتحة واحد .. تروحي
شهد من ابو كام
جويا بت متبقيش دنية كده.. انتي مش عايزة تسلي نفسك و خلاص دي شغلانة محترمة وهتكسبي عيش في مكان كله ستات
شهد انا مالي انا ستات و لا رجالة.. المهم هعمل ايه و هاخد كام واوعي تقولي نضافة تاني
جو البت صاحبتي اوي و اللي هطلبه هتمشيه.. عايزة تعملي ايه و تاخدي كام..بس
متطمعيش
شهد انا معرفش.. عمري ما اشتغلت في كاوافير..
جوعادي يعلموكي.. و اطمني علي اليومية..سيبها عليا..
صمتت شهد تفكر ثم قالت وهي صاحبتك منين بقي
جو وانتي مالك هيفرق معاكي في ايه اللي ليكي عندي انها تشغلك
شهد بغيظ ايه يعني سر اظن دي من المليون بت اياهم وهروح بأه تعد تقوللي اللي بيني و بينه و اصل علاقتي بيه و هتصدع امي.. اصل زوزو مش كفاية!.. موعودة انا بصحباتك!
كانت تتحدث باستياء عفوي.. وجو يتابعها بابتسامة علي وجهه..
جو بهدوء ومازالت الابتسامة الغامضة علي وجهه وهي زوزو بتقولك ايه
شهد و قد شعرت انها تحدثت اكثر مما يجب فارتبكت قائلة عادي مانت عارف.. الكلام اللي انت عارفه..انا وجو بنا قصة و رواية
جو وهي بتقولك انتي الكلام ده ليه
شهد بتلقائية وحدة بتغيطني!
جو وانت ايه اللي يغيظك
زاد ارتباك شهد و قالت انا عارفة.. دي مهبوشة.. فاكرة كل الناس بصالها فيك..
عقد جو حاجبية متصنعا الاستنكار بصالها فيا! ده علي اساس اني كيلو كباب
شهدوهي تشيح بيدها اهه بقي.. المهم البت بتاعة الكوافير دي..برضه هتكفر سيئات اهلي بقصى حبكوا و لا ايه
حو لا اطمني..
شهد خلاص هجرب
نهض جو ولوح بهاتفه قائلا طب انا هخرج بر اكلمها..
رفعت شهد احد حاجبيها واقتربت منه و اضعة يدها في وسطها و قالت مستنكرة يا سلام.. و متكلمهاش من هنا ليه
توجه الي الباب و ازاحها من طريقه قائلا انت هتحاسبيني و لا ايه يا بت!..اوعي كده
خرج بالفعل تاركا شهد في حالة احتراق ذاتي..
كان يريد ان يحدث حنان علي انفراد..
حنان.. اسم علي مسمي .. صديقة الطفوله و رفيقة العڈاب.. تكبره باعوام عده.... كانت مصدر الامومة و الحنان في حياته .. اعتنت به كثيرا.. كانا معا لدي المعلم القديم.. كم من مرة اهتمت بجروجه.. كم من مرة اطعمته من ما سړقت.. كان ينام قربها قبل ان يشب عوده و ينتقل لحجرة الصبيان.. كم من مرة دافع هو عنها .. كم من مرة سحق عدوي لانه حاول التعدي عليها.. يذكر انه انقذها مرة من براثن اوغاد الشارع زملائها.. كان قويا في سن صغيرة.. ويذكر جيدا ليلة هروبها .. اخبرته انها رأت مكانا افضل للعيش .. وانها ستعود لأخذه فور ان تستطيع.. بكت معه كثيرا و تقابلا.. كانت تعمل في صالون تجميل.. ساعدته في البداية في التعرف علي بعض الاشخاص للعمل.. ثم كل منهما اكمل منفردا في مشوار حياته .. و بقيت علاقتهم الطيبة المتقطعة نظرا لظروف الحياة .. و لكن ما لم تنقطع ابدا الجمايل المتبادلة التي تأتي و تذهب بينهم علي مدار ما فات من اعوام..
لم يرغب ان يحدثها امام شهد لسبين..اولهما انها لن تتفهم طبيعة العلاقة.. ستظن انها حبيبته.. هي بالفعل حبيبته و لكن هل يلام احدا علي حب امه.. و السبب الاخر هو انه اراد ان يوضح لحنان مدي اهتمامه بشهد لكي تهتم بها بدورها.. و هو الامر الذي لم يعرف
لم لم يرغب في ان تسمعه شهد ..
وهناك سبب اخر.. سبب ربما لم يدركه هو نفسه..كان يود ان يبوح... يبوح بمكنون نفسه..يزيح عن ص دره ما يختلج داخله من اضطراب و عدم فهم.. يتحدث عنها لشخص ما.. شخص لن يحكم عليه.. لن يقول عنه ضعيفا مرتبكا.. شخص يثق به و يعرف انه يهتم به بدوره.. كان يريد ان يتحدث عن شهد.. بدون ان تسمع شهد!
وقفت شهد قرب النافذة مختبئة و قد القت اذنيها خارجا علها تسمع حديث جو مع تلك من اراد ان ينفرد بها..
جو بنبرة هادئة ودودة للغايةازيك.. فينك انتي... مش قد مانتي واحشاني... بصي لو اعدنا نبرر لبعض بظروف الشغل مش هنخلص..سيبك من الكلام ده..عاملة ايه... انا كويسمش كويس اوي تقريبا مش كويس خالص.. محتاجلك اوي يا حنان.. لازم اشوفك.. بس الاول عندي طلب يهمني اوي.... تسلمي يا حبيبتي طول عمرك جدعة.. عايزك تشغلي معاكي واحدة تهمني.. عايز اضمن انها تحت عينك انتي.. ملاقتش مكان غير عندك اطمن عليها فيه... اه
اوي.. تهمني اوي..
همس في اخر كلمة و تلفت حوله لكي يتأكد من انه بعيدا عن مسامع شهد و لكنه لمح ظلها تقف بقرب النافذة اقترب من النافذه و دس رأسه بها ليري شهد بالفعل تقف بلا حراك اجفلت عنما رأت رأسه فصاح بها بتعملي ايه عندك! امشي اعمليلي قهوة..
صاحت شهد بحدة اعملها لنفسك مبعرفش!
حدق بها غير مصدقا و قال انتي اتهبلتي بتعلي صوتك!!! امشي اعملي قهوة يا بت.. هخلص المكالمة و ادخل اعرفك تزعقي ازاي
و لم ينتظر ردة فعلها بل سحب نفسه وابتعد لكي يكمل مكالمته الهاتفيه السرية..
كادت شهد ان تبكي غيظا.. حركت يديها في حركات عصبية عڼيفة كطفلة في نوبة ڠضب.. وتمتمت بسباب ما..
جلست بعدها تلهث في انفعال وتفكر.. لا يروقها نبرته الامرة العالية في الحوار.. لم يصيح!!! لن تصنع له القهوة.. ذلك افضل له! ان صنعتها الان ستضع له دواءا يصيبه بالاسهال.. فليصيح ساعتها بملء فمه!
كانت حانقة عليه بشدة.. هل بسبب النبرة حقا لم تكف عن اعادة حديثه مع تلك الحنان في رأسها.. محتاجلك اوي!!
ايكون لك حبيبة يا جو ... ايكون لك حبيبة!!
الفصل الثانى عشر.
جلست شهد علي الكرسي الجلدي الانيق بجاوار جو تتأمله ..كانت ضئيلة حجما بجانبه.. هو عملاقا قويا .. كم يشعرها الامر بشعورلذيذ غامض ومريح.. هناك شيئا في قوته و شراسته يجذبها بشدها علي عكس كل الرجال الش رسين الذين قابلتهم و رغبت في نزع امع ائهم.. تذكرت امس حين دخل اليها بعد المكالمة الغامضة كان غاضبا و لكنه لم يخيفها .. وبخها بشدة علي صوتها الذي علا عليه وحين اخذها من يدها في عصبيه ليريها كيف تصنع القهوة و يلومها علي خيبتها الثقيلة .. كانت تنظر اليه بهيام واعجاب حتي انه حين التقت عيناه بعينيها صمت لثانية ثم تركها والقهوة .. و هرب مبتعدا.. متمتما بشيء عن ان لا فائدة في تعليمها و انه يأس..هكذا فسرتها.. لقد هرب.. وكأنه يخشي نظرات الاعجاب منها.. ها هما الان يجلسان في مركز التجميل الخاص بصديقته في انتظارها.. برغم كل ما يثير حفيظتها في الامر الا انها كانت تريد العمل بشدة.. كما انها بعد ما سمعته امس من المكالمة ارادت ان تري بنفسها ماذا تكون حنان و ما طبيعة
ع لاقتها بجو..
اقبلت عليهم سيدة شابة انيقة و قد ادهش المسنة لتكون حبيبتك يا جو!!
انتبهت حنان لوجود شهد فمدت يدها بلطف شديد و ابتسامة و دودة قائلة انتي شهد.. اهلا يا حبيبتي
فمدت شهد يدها و هي علي وشك البكاء.. كانت تحاول اخفاء ما تشعر من احباط حزن ..فقالت اهلا بيكي
اتفضلوا.. اتفضلوا قالتها حنان و هي تشير اليهم للتوجه الي مكتبها..
وضع جو يده بحركة تلقائية علي ظهر شهد ليدفعها برفق امامه فاستدارت له شهد بنظرة ڼارية و دفعت يده بمنتهي الغل..
عقد حاجبيه مستنكرا مندهشا ولسان حاله يقولمالها دي!
جلست حنان علي كرسي انيق وثير بينما جلس جو و اجلس شهد بجواره علي الاريكة المقابلة لها..
قالت حنان و هي تفتح علبة صدفية انيقة بها سجائر و تقدمها لجو مستوردة.. مفيش منها هنا
امتنع جو واضعا يده علي صدره و قال مبدخنش عشان الشغل.. لازم ابقي بصحتي انتي عارفة
فبتلقائية قدمت العلبة لشهد..فقال جو قبل ان تبدي شهد اي رد فعل و لا شهد اكيد..
فما كان من شهد الا ان لحقت العلبة قبل ان تبعدها حنان و سحبت منها و سېجارة و هي تنظر لجو بتحد..
ابتسمت حنان فقد كان تصرف شهد طفوليا وعنيدا و قد بدا واضحا انها تتحدي جو..
حنان لشهد بابتسامة وهي ممسكة بالولاعة بعد ان اشعلت سيجارتها اولعهالك و لا هتحتفظي بيها وضحكت
قام جو بهدوء شديد و اخذ
السېجارة منها بقوة و لكن بهدوء وجلس مكانه مرة اخري قائلا ببرود انا هحتفظلها بيها يا
حنونة
بينما شهد تنظر اليه في غيظ..
حنان جو يا شهد عزيز عليا جدا و عشان انتي تهميه اعتبري
تم نسخ الرابط