رواية نعيمة الجزء الاول

موقع أيام نيوز

تعالي علي نفسك عشان خاطر بنتك تتربي بين ابوها و امها و استحملي.. و احتسبي صبرك ده عند الله و ادعيه دايما يكتبلك اللي فيه الخير و يرضيكي بيه.
كانت تستمع له و شلالات عينيها لا تتوقف.. كلماته تلك جعلتها تتمني ان تكون في كنف رجل مثله.. تخشي الرجوع و لكنها أيضا لا تمتلك رفاهية الإختيار.
يلا ي ست الناس اتكلي علي الله ربنا يسلم طريجكوا.. متتردديش يلا و سيبيها لله هو عليه تدبير الأمور.. استسمحك بس لما توصلي بالسلامه تبعتيلي رساله تطمنيني. و بعدها امسحي تليفوني من عندك  خالص.
ظلت تنظر له نظرات خاويه.. لم يستطع هو سبر أغوارها.. لم تستطع التفوه بما يعج به صدرها.. حملت حقيبتها و أخذت ابنتها ثم تركته و غادرت.
ظل ينظر في أثرها و قلبه يبكي ألما علي ضياع حبة قلبه _يااااارب انا راضي يرب بكل اللي بيحصل معايا بس المرادي ضهري انحني ياارب.. دنا كنت جولت هي العوض.. عليك العوض و منك العوض ياارب.
و لأن رأيه صحيح أخذت به حتي ولو كان عن عدم اقتناع 
غادرت الإسكندرية و عادت إلي الفيوم حيث بيت والدها ما إن دخلت حتي انتفض الجالسون جميعا يتهافتون عليها فقال والدها كده ي حسناء تبهدلينا معاكي البهدله دي! 
_معلش ي بابا.. ان شاء الله مهيبقاش في بهدله من هنا و رايح. 
قصدك ايه ي حبيبة بابا! 
_هرجع لفادي بابا.. أهو ترتاحوا من تعب الأعصاب اللي معيشاكوا فيه بسببي. 
متقوليش كده ي حسناء.. ربنا يهدي سرك يبنتي و يعمر بيكي.. معلش ي حسناء تعالي علي نفسك عشان خاطر بنتك يبنتي.. نصيبك كده. 
_الحمدلله ي بابا.. هو فادي قاللك هييجي امتا! 
كان بيقول جاي بكره بس أنا هديلو خبر انك رجعتي عشان ييجي النهارده. 
_هه اللي تشوفه ي بابا.
فادي أوعدك ي عمي إن دي آخر مره والله.. بعد كده لو لا قدر الله حصل مشكله هرد علي حضرتك الاول. 
والدها يريت ي فادي.. و خد بالك حسناء علي اخرها منك يعني مش هتفوتلك هفوه بعد كده. ف لم نفسك كده و عيش. 
فادي حاضر ي عمي ان شاء الله مش هتسمع عننا تاني. 
والدها طب يلا قوم راضي مراتك و خدها و روحوا.
ذهب ليسترضيها قائلا أوعدك ي حسناء اني مش هعمل اي حاجه تضايق...... 
قاطعته  بضحكه سمجه قائله أه و ماله.. حصل خير ي فادي.. يلا شيل صبا.
عاد هو إلي بيته يجر أذيال الخيبه.. يؤنب نفسه لأنه فرط فيها.. لكنه أبدا لا يرضي لها غير الصواب حتي لو كان الحل في بعدها عنه. دخل مباشرة إلي غرفته ثم بدل ثيابه و دخل إلي فراشه.. وضع يده فوق عينيه و ويده الأخري وضعها موضع قلبه ثم بكي!! بكي و لأول مره يبكي في حياته فظل يرددقل إنما أشكو بثي و حزني إلي الله ثم قام و توضأ و صلي ركعتين و استسلم للنوم.
مرت الأيام رتيبه هادئه تكاد تكون ممله استقرت فيها حياة حسناء إلي حد ما فزوجها يغدقها بكل ما أوتي من حب و حنان يحاول تعويضها عن ما مضي. 
فادي بقولك إيه ي حسناء هاتي الورق اللي معاكي بتاع التحاليل عشان أوديه للدكتور. 
_لسه النتيجه بتاع التحليل مكانتش بانت. تذ
طيب هاتي رقم المعمل أما نكلمهم يبعتولنا التحاليل ع الواتس. 
_الكارت بتاعهم ف شنطتي السودا روح خده انت علي مااخلص اللي ف ايدي
ذهب و التقط حقيبتها ثم فتحها و أخرج الكارت ثم أخرج الكتاب و فتحه و ما إن قرأ الإهداء المكتوب علي ظهر الكتاب حتي صاح صارخا بإسمها.
حسناء لا تبتغي حليا إذا برزت
لأن خالقها بالحسن حلاها
قامت تمشى فليت الله صيرني 
ذاك التراب الذي مسته رجلاها 
                                                  منقذك الأول و الأخير
البارت السابع 
ما إن قرأ الإهداء المكتوب علي ظهر الكتاب حتي صاح صارخا بإسمها حسناااااااااااااء 
هرولت إليه مسرعه إيه في إيه! 
_مشيرا إلي الكتابإيه ده!
فور أن رأت الكتاب بيده فهمت ما يقصده فقالت ده كتاب نادين بنت عمتي جابتهولي وانا هناك ف إسكندريه. 
_اممممم.. و الكلام اللي مكتوب علي ضهر الكتاب ده لبنت عمتك بردو! 
أجابت بتلعثم و أحرف متقطعه كلام إيه أنا معرفش. 
_أعرفك أنا و ماله! 
أمسك بشعرها حتي شعرت بأن يده تكاد تقتلعه حسناء لا تبتغي حليا إذا برزت.. فإن ربها بالحسن حلاها.. يسلاااااام 
ثم أكمل بهدوء شديد أخافها قامت تمشي فليت الله صيرني ثم صفعها صفعه ڼزفت علي إثرها الډماء من انفها و فمها و أكمل ذاك التراب الذي مسته رجلاها. ثم صفعها صڤعة أخري فصړخت به لا ي فادي بلاش ضړب و النبي وحيات بنتك بلاش ضړب.. أنا هفهمك إستني. 
_بلاش ضړب! أومال عايزة إيه! هاااا! انتي بتعملي كده لييييييه! كل ما أصفالك تقلبيني عليكي ليه انتي الظاهر كده مبقيتيش تمشي غير بالضړب و قلة الادب.. مين ده! إنطقي بدل ما أموتك ف إيدي مين اللي كاتبلك الكلام ده! 
ولا حد صدقني الكتاب مش بتاعي أساسا و ده شعر عادي.. ممكن خطيبها كاتبهولها ولا حاجه. أبوس ايدك سيبني ي فادي صبابتتفرج علينا. 
_انتي يبت انتي مفكراني مختوم علي قفايا.. مين اللي كاتبلك الكلام ده و بيقوللك منقذك الأول و الأخير! مش هتردي هااا.. طيب أنا عايزك بقا باعلي صووتك الحلو ده ټصرخي و تندهي علي منقذك الأول و الأخير ييجي ينجدك مني.
ثم خلع حزام بنطاله و انهال عليها بالضړب و في المقابل هي لم تصرخ.. لم تعد تتألم.. لم تعد تشعر.. استقبلت هي كل ضرباته المسدده إليها بهدووووء تام..
استيقظ من نومه فزعا يلهث كمن يسابق الرياح أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. ياارب لا ياارب لا وحيات حبيبك النبي ميكونش مسها بسوء ياارب. 
انقباض قلبه يخبره أنها الآن ليست علي ما يرام.. انها إبنة قلبه و يشعر بها.. و يشعر الآن انها تتألم.. و من الممكن انها تبكي. 
تمتم في نفسه قائلا أعمل ايه دلوجتي بس! أطمن عليها كيف!
لتقطع شروده دخول زوجته قائله مالك ي عمده! متاخد كده ليه ووشك اصفر انت في إيه شاغل بالك الايام دي! 
_أمي صاحيه ولا نايمه ي رشيده! 
علمت أنه لا يريد الجواب فأجابته صاحيه و بتسأل عليك.. بجالك أسبوع من ساعة سفرية اسكندريه و انت حالك مش ولا بد و بجيت متخرجش ولا حتي بتشوفها ولا تطل عليها. 
_هروح أشوفها.
ذهب إلي غرفة والدته و طرق الباب ثم دخل و جلس بجانبها ثم تحدث مباشرة راحت مني ي اماا.. بعد ما جولت خلاص الدنيا عطتلي وش و ضحكتلي.. جامت لطماني بعزم ما فيها و جالتلي فوج ي حزين الحب ده مش للي زيك. انسابت دموعه علي خديه دون صوت فمسحتها هي بأناملها التي نال منها الزمن و قالت نصيب ي حبيبي.. ربنا رايد كده هنجول له ليه! ارضي ي ولدي و استعوض ربنا عشان يعوض عليك. 
_مش عايز ي أماا.. مش عايز عوض.. انا عايزها هي.. انا مضحكتش من جلبي غير جصادها ي اما.. مفتكرتش إن
تم نسخ الرابط